كلمة حزب الحداثة و الديمقراطية في الذكرى الحادية عشر للثورة السورية

ايتها الاخوات ايها الاخوة : في مثل هذا اليوم قبل احد عشر عاما ، هدم السوريون مملكة الصمت التي شيدتها الاسدية في سورية منذ عام ١٩٧٠وردم الحراك السلمي مستنقع السكون و الموات الذي اوجده الاستبداد في حياتنا ، لقد اطلق السوريون في الخامس عشر من شهر اذار من عام ٢٠١١ حركة التاريخ في سورية و منطقة الشرق الاوسط ،مراهنين على تحقيقهم الحرية و الكرامة وعلى الانتصار لقيم التسامح الفلسفي و التعدد و الديمقراطية و احترام حقوق الانسان فيها .ايتها الرفيقات ايها الرفاق : على ان تضافر عوامل محلية و اقليمية و دولية، لا تريد للثورة ان تحقق اهدافها، ادخل المسار الثوري في مستوى وعر و معقد و صعب وولد عوامل مضادة افرزت احداث و قوى وظواهر لا تنتمي للثورة بل تنتمي الى نقيضها ، وليس غريبا خدمة لمصالحها في الهيمنة ان تتفق الاطراف المحلية و الاقليمية و الدولية التي تبدو متعارضة ومتحاربة فيما بينها ، على عدائها للثورة ووقوفها ضد ارادة الشعب السوري ، فما ان استدعى النظام السوري بيئة التشدد و التطييف في الحال السوري اثناء مناهضته لحراك الشعب السلمي ضده ، عبر سياسات عديدة تصل جذورها الى عقود سابقة، حتى استكمل التركي المهمة وسمح بل نسق وتواطأ مع قوى تكفيرية متشددة كي تدخل الى سورية و تقضي على سلمية و مدنية الحراك السوري ثم لتصفي تاليا القوى المدنية و العسكرية ذات التوجه العلماني الديمقراطي التي اخذت على عاتقها الدفاع عن حركة السوريين و ثورتهم . ورغم ظهور داعش والتحالف الموضوعي بين نمطي الاستبداد السياسي البعثي الاسدي و بين الاستبداد الديني الداعشي محليا ،و رغم تغول تركيا على الحراك الثوري و قواه و نجاحها في استتباع قوى المعارضة الهزيلة ،تلك التي وان لم يسمح لها استبداد النظام بممارسة السياسة حتى تختبر ديمقراطيتها و مصداقية اهدافها الا انها لا تختلف عنه نظريا و معرفيا لاسيما في الموقف من الاخر واحترام قيم التعدد والموقف من شكل الدولة وطابعها المركزي الصارم . رغم كل ذلك استطاعت قوى سورية رائدة في مناطق شمال شرق سورية ان تقاوم عوامل الهدم الثوري المحلية و الاقليمية و الدولية و تطلق مشروعا سياسيا مجتمعيا ذو سقف فلسفي و قيمي جديد ياخذ على عاتقه تحقيق اهداف الثورة وجوهر حراك السوريين ، و كما اراد ذلك المشروع لنفسه و كما وعد اهله من مكونات الشعب السوري المتعدد ، نجح في خلق واقع جديد ، بابعاد سياسية و قانونية وبأطر مؤسساتية مواتية لقيم الديمقراطية و تمكين المرأة واحترام حقوق الانسان والاعتراف بالاخر الديني و الاثني و السياسي ، وليس كل ذلك الا تحققا للثورة السورية في اعمق و اعلى رهاناتها .ايتها الرفيقات و الاخوات ايها الاخوة و الرفاق : اننا في حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية نعتبر العلاقة بين الثورة السورية و ثورتنا في مناطق الادارة علاقة عيانية عضوية و جدلية ، علاقة يمكن رصدها و تحديدها في ان الاولى انتجت الثانية و ان الثانية حققت الاولى وصوبت مسارها واستكملت مهمتها .وان اقامة اي تعارض بينهما انما يعادي منطق الاشياء وحقيقتها ، ويهدف الى وضع حاجز كراهية واستعداء بين السوريين والى احداث شرخ و فصل مصلحي و ارادي بينهم وهو ما لا يمكن القبول به ابدا ..
المجد كل المجد لثورتنا في شمال شرق سورية ثورة الإدارة الذاتية و المجتمع الديمقراطي و الحداثة الديمقراطية، و المجد كل المجد للثورة السورية العظيمة في ذكراها الحادية عشر
حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية .